30 - 04 - 2025

ضوء | مفارقات

ضوء | مفارقات

أكثر من عام ونصف وفلسطين، غزة والضفة، تحت العدوان الهمجي الغاشم، تكالبت الدول العظمى على الشعب الفلسطيني الأعزل، وبرزت للعيان مفارقات لا تُعدّ ولا تُحصى، بين إنسانية المقاومة وهمجية المحتل.

المقاومة حق أصيل وشرف رفيع، وأكثر من سبعين قرارًا أمميًا يؤكد إن الأرض التي يقاوم الشعب الفلسطيني عليها هي أرض فلسطينية عربية محتلة، لذلك من حق الشعب الفلسطيني أن يقاوم.

هذه المقاومة التي أصبحت مضرب المثل في الصمود والتحدي، والتي تُعلّم البشرية كلها الدروس.

المفارقة الأولى : التعامل مع الأسرى:

كيف يتعامل المقاومون مع الأسرى الصهاينة؟ المقاومة تُعامل الأسير الصهيوني بكل رحمة وإنسانية، ومئات الأدلة تؤكد ذلك، حتى إلى درجة أن المحتل الصهيوني يمنع أي ظهور إعلامي لأي أسير صهيوني تم الافراج عنه من قبل المقاومة.

وإلى درجة أن الرهائن الصهاينة يقبلون جبين المقاومين إقرارًا منهم بتعاملهم الإنساني.

وبالمقابل كيف يتعامل جنود الاحتلال الصهيوني مع الأسرى الفلسطينين؟

في الضفة وغزة يقوم جنود الاحتلال الصهيوني بتعرية الأسير الفلسطيني من ملابسه في البرد القارس وتجويعه وتقييده من خلاف، ثم يُمارسون عليه التعذيب الوحشي وتكسير العظام والاغتصاب والإعدامات الجماعية، والعالم يتفرج، حتى النازيون لم يستخدموا هذا الأسلوب الوحشي الإرهابي مع أسراهم.

المفارقة الثانية: في الشكل والهيئة

المقاومون بأجسادهم النحيلة، حفاة وبملابس مدنية بسيطة، يحمل كل منهم سلاحه المتواضع المصنوع يدويا، ويدخل المعركة ويقاوم بثبات، في حين نرى الجندي الصهيوني المدجج بالسلاح والمُغطى من رأسه حتى أخمص قدميه باللباس العسكري، ومع ذلك جبان يفرّ خوفًا من أعين المقاومين، ويحتمي بالدبابات والطائرات والكلاب.

المفارقة الثالثة: في الأسلوب

المقاومون يمارسون الجهاد الأكبر، جهاد النفس، والهدف نبيل، الدفاع عن الأرض والدين والعرض، إما الشهادة أو النصر، في حين أن الجندي الصهيوني مرتزق رواتبهم خيالية، وجاءوا من أجل المال وسرقة الأرض، حيث بلغ عدد الدول التي استقدم منها جيش الاحتلال جنودًا لهذا الغرض أكثر من خمسين دولة.

مما خلق مفارقة أخرى واضحة بين عدد رجال المقاومة، وأعداد المرتزقة الكبير في جيش المحتل.

فكل مقاوم عن ألف.

المفارقة الرابعة:

في نوعية العمليات البطولية الفدائية التي تنفذها المقاومة، والتي تدلّ على ذكاء رجال المقاومة، في حين غباء المحتل واعتماده على أسلوب حرق الأرض وقتل المدنيين، وتخريب البنية التحتية، وهدم المدارس والمستشفيات وقتل رجال الإسعاف والأطباء والإعلاميين، بل واستهداف كل ما يتحرك على الأرض، بطائراتهم وقنابلهم الهمجية.

المفارقة الخامسة: في المصداقية

كل المفارقات تؤكد صدق المقاومة في كل ما تقوم به من أفعال وأقوال، وكذب الصهاينة، المفارقة واضحة في الإعلام العسكري وما يبثه من أشرطة، حيث العمل الدقيق والمتقن للمقاومة، على عكس ما يبثه إعلام المحتل الصهيوني من أشرطة يظهر فيها جنودهم وهم يهرولون ويطلقون الرصاص بعشوائية برفقة كلابهم المتوحشة.

أصبحنا نشعر بالفخر أننا عربًا، رفعت المقاومة رؤوسنا، لكننا وللأسف لم نؤد دورنا في نصرة الحق المقاوم، نعم شعوبًا وأنظمة نحن مُقصرون، وسيلحقنا العار إلى الأبد.

النصر للمقاومة الأسطورية العظيمة والهزيمة للصهاينة أعداء الإنسانية.

وحسبنا الله ونعم الوكيل على الصهاينة والمتصهينين في كل مكان.
---------------------------------
بقلم: د. أنيسة فخرو
*سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الاوروبية للتنمية والسلام


مقالات اخرى للكاتب

ضوء | الشعب العربي كله ضد التطبيع